الخميس، 13 أبريل 2017





كمال الأجسام 

(بالإنجليزية: Bodybuilding)؛ لعبة رياضية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين. مبدؤها تضخيم عضلات الجسم وإبرازها، واستعراضها مقارنة بعضلات المنافسين الآخرين، وفق قواعد محددة تخضع للحكم النسبي على كل من (الكثافة، والتحديد، والوضوح، ولون الجلد) حيث يمنح سبعة حكام نقاطاً للمتنافسين يأخذون على أساسها مراكزهم تنازلياً، حيث يحصل على اللقب من يأخذ أقل عدد من النقاط.
أصل التسمية
تعرف شعبياً باسم رياضة الحديد، ورياضة المصارعين، والبديبلدينغ، وأول من ترجم (Bodybuilding) إلى العربية بـ(كمال الأجسام) هم المصريون في صحافتهم في الأربعينيات من القرن العشرين. وانتشر هذا الاسم لا سيما بعد اشتهار اللعبة في عقدي السبعينيات والثمانينيات بشكل كبير. أما إذا ترجمنا المصطلح الإنجليزي حرفياً فيكون اسمها (بناء الأجسام)، أو (بناء الجسم). ومن أسمائها جمال الأجسام، وبناء العضلات، والتنمية العضلية.
في اللغات الأخرى غير العربية والإنجليزية يستخدم مصطلح (الثقافة البدنية) أو (التربية البدنية)؛ في الإسبانية (Culturismo)، في الإيطالية (Culturismo)، في البولندية (Kulturystyka)، في البرتغالية (Fisiculturismo)، في الفرنسية (Culturisme)، في البلغارية (Културизъм)، في الروسية (Культуризм)، وهما مصطلحان يدلان في اللغة العربية في بعض الأحيان على رياضات أخرى.
رسمياً تستخدم الاتحادات الرياضية العربية لهذه اللعبة اسم (بناء الأجسام) في كل من الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وعمان والجزائر وسوريا والعراق وليبيا والسودان والكويت واليمن والمغرب. واسم (كمال الأجسام) في كل من لبنان وفلسطين ومصر. واسم (التربية البدنية) في البحرين وتونس.

مقدمة

منذ القدم كان التمجيد من نصيب الأجسام المكتملة القوية مفتولة العضلات، قال ويل ديورانت واصفاً جلجامش الأسطورة الرافدية: «هو طويل القامة، ضخم الجسم، مفتول العضلات، جريء مقدام، جميل يفتن الناس بجماله.. لا يماثله أحد في صورة جسمه.. يرى جميع الأشياء، ولو كانت في أطراف العالم.. كان كل شيء وعرف كل شيء.. واطلع على جميع الأسرار.. واخترق ستار الحكمة الذي يحجب كل شيء.. ورأى ما كان خافياً.. وكشف الغطاء عما كان مغطى.. وجاء بأخبار الأيام التي كانت قبل الطوفان.. وسار في طريق بعيد طويل.. كابد فيه المشاق والآلام.. ثم كتب على لوح حجري كل ما قام به من الأعمال»[1].
في مصر القديمة كان الملوك والآلهة ينحتون بالتماثيل التي تجسدهم مفتولي العضلات ممشوقي القوام، مشدودي الأجسام دليلاً على القوة والكمال والجمال الذي ينبغي أن  يكون عليه الإنسان.
لدى اليونان كان البطل الخارق هرقل نصف الإله ونصف البشر يتمتع بجسم خارق للعادة قوي البنيان، مفتول العضلات، وقد أصبح هذا البطل بقوته وعضلاته رمزاً للألعاب اليونانية القديمة على جبل الأولمب قرب أثينا. وتبعهم في ذلك الرومانيون الذي اقتفوا آثار اليونانيين خطوة بخطوة مع تغيير الأسماء.
في الهند والصين كذلك كان النحاتون يتفننون بنحت الأجسام البشرية بكامل رونقها وقوتها، ويصورون في أساطيرهم نماذج الكمال الجسماني والعضلي والعقلي لأبطالهم  وآلهتهم على حد سواء.
في الكتاب المقدس وردت إشارات إلى قوة الأنبياء والقادة، لعل من أبرزهم البطل الشعبي شمشون الجبار، الذي كان بقوة جبارة وجسد مفتول العضلات.
في الحضارة العربية الإسلامية أشار القرآن إلى ميزة الجسم الكامل القوي بقوله عن طالوت زعيم بني إسرائيل في وقته: (قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم) البقرة 247، وكذلك قوله عن موسى النبي: (قالت إحداهما يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين) القصص 26.
كذلك حفلت الكتب العربية والإسلامية القديمة بوصف النبي والصحابة والقادة والخلفاء والسلاطين والحكام؛ ووصف أجسادهم ومدى قوتها وصلابتها، ومقارنة الواحد منهم بالعشرات من الرجال العاديين. وعلى الرغم من قلة التصاوير والتماثيل المنتسبة إلى الحضارة العربية والإسلامية، إلا أن قصص ألف ليلة وليلة (الأساطير العربية المثالية) ضجت بالأبطال الخارقين للعادة بأجسامهم وقواهم الخارقة، لا سيما السندباد وعلاء الدين.
وفي عصر النهضة الأوروبية تابع الفنانون أسلافهم اليونانيين والرومانيين بتمجيد الأجساد الممشوقة الكاملة البنيان والقوة، فصوروا الآلهة والأنبياء والقديسين بأجسام  ممشوقة مفتولة العضلات بارزة الرجولة والقوة.
وفي القصص الشعبية من العالم أجمع ما يمجد الكمال الجسماني والقوة العضلية والنشاط والصحة البدنية، فعندنا الأبطال الشعبيون ثور، والبرابرة الجبارون، وزينا.

تسلسل تاريخي

على مستوى العالم]

البدايات

لم تُعرف كمال الأجسام بشكلها الحالي إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين بمدينة لندن على يد يوجين ساندو (Eugen Sandow) الألماني المولد (من بروسيا) (2 إبريل 1867 - 14 أكتوبر 1925) والذي كان يستعرض عضلات جسمه في المهرجانات أمام الجمهور، وقد أنتج فيلم موسيقي حاز على الأوسكار يروي تاريخ هذا الرجل في سنة 1936 وعنوانه (زيجفيلد العظيم) وقد لعب دور ساندو فيه الممثل نات بندلتون (Nat Pendletonn).
يوجين ساندو يستعرض عضلاته
وقد نظم يوجين ساندو في 14 أيلول من سنة 1901 في لندن مسابقة لعرض العضلات نالت استحساناً كبيراً ورواجاً هائلاً وقد شارك هو نفسه في تحكيم هذه المسابقة وفاز بلقبها وليام ل. مورّاي (William L. Murrayy) من نوتنجهام بإنجلترا، وكانت الجائزة عبارة عن تمثال برونزي ليوجين ساندو نفسه صنعه فريدريك بومروي (Frederick Pomeroyy).
في سنة 1904 نُظِّمت مسابقة لعرض العضلات في نيويورك، وكان من رواد هذه الاستعراضات في الولايات المتحدة الأمريكية كل من بيرنار ماكفادن (Bernarr Macfadden) وتشارلز أطلس (Charles Atlass)وألويس سووبودا (Alois P. Swobodaa).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق